ليث حسين لجريدة المدى

ليث حسين لاعب مميز في صناعة اللعب يمتلك المهارات الفردية العالية نجح في جميع الأندية التي لعب لها, يمتاز بذكائه الكروي الهائل, هوايته إمتاع الجمهور بفنه الساحر، أحرز أهدافاً بالجملة للمنتخبات الوطنية ومختلف الاندية التي مثـّلها ،هذا التألق لفت إليه أنظار فريق برشلونة الإسباني الذي أصر على اصطحابه ،لكن الحلم لأول للاعب عربي يحترف في الدوري الاسباني سرعان ما تبدد بسبب قرار جائر في الثمانينيات من القرن الماضي,ومن المنصف القول إن ليث حسين لا يتمتع بالشهرة التي من المفروض أن ينالها بحكم سجله الحافل بالانجازات ، وحاليا يحاول إكمال شهرته في تدريب أحد المنتخبات الوطنية .
(المدى) التقت النجم ليث حسين للتعرف على مشاريعه المستقبلية والاطلاع على ابرز محطاته الكروية والكشف عن اسرار غامضة عن حياته ومشواره مع المنتخبات الوطنية والاندية.
* هل تبحث عن فرصة لتدريب إحدى المنتخبات الوطنية ؟
- لا أخفي عليك أتمنى ككل الرياضيين المحبين لتطوير كرتنا من الذين ضحوا لأجلها لسنين طوال أن تُسند له مهمة تدريب إحدى المنتخبات الوطنية أو ترشيحه لمنصب مدير الكرة في أحد المنتخبات الوطنية سواء مع زملائي الذين تمت تسميتهم مؤخرا ،وهي إذا ما تحققت فأنني أعدها مسألة أعتز بها كثيرا كونها ستكشف حب القائمين على اللعبة للاعبين القدماء ، موضحا يجب أن يكون القرار بتعيين مدير الفريق مبنياً على نظرة إدارية خالصة، خصوصا أن العلاقة الوطيدة التي تربطني باتحاد الكرة واللاعبين والجمهور ، ووجودي بالقرب من اللاعبين هو تحفيز لهم وأنني على يقين سوف أزرع في داخلهم عامل حب الوطن والمسؤولية الملقاة على عاتقهم إضافة الى ترتيب جميع الأمور الإدارية بمهارة عالية وحذرة جدا من أن تقع في الخطأ مهما كان حجمه لخبرتي ودرايتي في هذا المجال وأنفي أن يكون قبولي بالمهمة في هذا الوقت بالتحديد مغامرة، وانما تأتي لتعزيز الإيجابيات وتجنب السلبيات كما أن اتحاد الكرة يؤمن بشراكة اللاعب الدولي في صنع القرار الرياضي.
* هل أنت رهن الإشارة فيما لو احتاجك الاتحاد العراقي بأي منصب يخدم المنتخبات الوطنية؟
- اوافق من دون تردد لأنني ابن هذا الوطن الغالي عندما يحتاجني اتحاد الكرة للعمل في اي منصب لن أتأخر في تلبية النداء لأنني أعرف حقيقة لاعبي منتخباتنا الوطنية فهم رجال وسط الملعب،ومسألة حضوري أنا أو غيري في البطولات المقبلة إنما هو واجب وطني يُحتم علينا حبنا لمنتخبنا وردّ للجميل لما قدمه لنا.
* هل سيحقق منتخبنا حلم الوصول الى مونديال البرازيل ؟
- اتمنى ان يحقق اسود الرافدين التأهل الى مونديال البرازيل عام 2014 على يد المدرب العالمي البرازيلي زيكو لأن المدرسة البرازيلية محظوظة مع منتخبنا الوطني ، وخير دليل على ذلك تألق العديد من المدربين البرازيليين مع منتخبنا الوطني على مر العصور والنتائج الأخيرة التي حققها منتخبنا على يد الخبير البرازيلي زيكو ،وأنصح زملائي اللاعبين بأن يقدموا كل ما يمتلكون من قوة ومهارة خلال المرحلة الحاسمة لأنها ستضع أسماءهم في خانة الأبطال وسيبقى التأريخ يمجّد لهم مدى الحياة .
رؤية إدارية
* ما رؤيتك الإدارية لقيادة المنتخبات الوطنية؟
- إن وجودي مع منتخباتنا الوطنية ربما يساعد اللاعبين على التهيئة النفسية،لاسيما أنني لاعب سابق وعشت أجواء المباريات التنافسية مع المنتخبات العربية والآسيوية والقارية وقد سبق ان تلقيت عرضا مغريا من نادي برشلونة بعد تألقي في بطولة العالم للشباب التي اُقيمت في السعودية 1989 ولكن اُجهض الحلم بقرار غريب من رئيس الاتحاد السابق آنذاك واضاع فرصة ذهبية لأكون اول لاعب عربي احترف في برشلونة ، وهذه التجربة اضافت لي الكثير من الخبرات التي اسعى جاهدا لتقديمها للجيل الجديد من اللاعبين،لكن ربما إدارة الاتحاد بعد الخطأ الكبير الذي وقعت به إداريا بإخفاق منتخبنا الاولمبي من التأهل لاولمبياد لندن 2012،وتحاول تهيئة الملاكات الرياضية المعروفة إداريا وإدخالهم في دورات تطويرية في المجال الإداري .
* هل من وعود وصلتك من إدارة اتحاد الكرة؟
- بكل صراحة كانت هنالك وعود من رئيس الاتحاد السابق حسين سعيد ومن بعض الأعضاء ،وكنت بانتظار إصدار الأمر بتعيين المدير الاداري للمنتخب الوطني أو الأولمبي ولكن تم تعيين رياض عبدالعباس مديرا إداريا للمنتخب الأول وعبدالجبار هاشم المدير الإداري للأولمبي ، واتضح صحة ما يردده البعض بأن هناك شخصيات تدخلت لمنع هذه الموافقة أو ربما في اعتقادي أن هنالك تنافسا شريفا قد يكون من لاعبي المنتخب السابقين، أقولها لا أحد يستطيع أن يمنع عودتي لإدارة وخدمة منتخباتنا الوطنية فأنا ابنها المدلل.
*هل لديك قناعة بأن لاعبي المنتخب قادرون على التميز في مشوارهم المقبل؟
- لديّ قناعة بأن لاعبي المنتخب قادرون على التألق،وتحقيق انطلاقة جديدة من ملعب عمان الدولي في أول مباراة أمام الأردن التي ستكون مفتاح التألق لمنتخبنا في مشواره المونديالي وجميع اللاعبين مصرين على تحقيق نتائج طيبة والسعي بقوة للحصول على إحدى بطاقات التأهل ، وأنا أرى أن المنتخب قادر على تحقيق الفوز ولكن ليس بيسر ويحتاجون الى المزيد من التركيز واستعادة الثقة بالنفس.
أهمية الوجوه الشابة
* اضافة الدماء الشابة في المنتخب الوطني ، هل خلقت فوضى في صفوفه ؟
- لم تحدث فوضى في المنتخب الوطني و التجارب لها أهمية كبرى في عالم الكرة والمجازفة خطرة ولكنها قد تكون مفيدة إذا تمت وفق دراسة مسبوقة وصحيحة إلا أن المستوى الذي ظهر به بعض لاعبي المنتخب الذين تم استدعاؤهم مؤخرا من قبل البرازيلي زيكو كان غير ملبٍ للطموح بسبب الارتباك ولم يقدموا ما هو مطلوب منهم في المباريات التجريبية وتم إبعادهم بسرعة، لأن الوقت ضيق لانطلاق المشوار المونديالي .
ثقافة الاحتراف
* الدوري أصبح يختلف عن السابق بعد دخوله عالم الاحتراف كيف تقيم هذه الخطوة؟
- كنت أتوقع أن يتغلغل الاحتراف في الدوري ، وبصورة مكثفة من خلال احتراف أكثر لاعبينا في الخارج ، ومن المفروض أن يكون هذا الاحتراف من الأزل لكي يتطور أكثر مستوى الدوري ولكن الآن الدوري أفضل من السنوات الأخيرة التي مضت وخلال السنوات المقبلة سيكون أفضل حالا،بشرط أن تكتمل ثقافة الاحتراف بالدوري في فترة لا تتعدى الخمس سنوات، وأرى حالياً مظاهر إيجابية من الاحتراف.
* ما طموحاتك بعد اعتزال اللعب نهائيا والاتجاه الى عالم التدريب؟
- طموحي خلال الفترة المقبلة خاصة بعد اعتزالي اللعب نهائيا، كنت أتمنى الاعتزال في صفوف الزوراء فريقي الأول،الذي بدأت فيه كرة القدم، وتحقق لي ذلك، وأنوي الاتجاه للتدريب وأفكر به قبل أن أصدر قرار الاعتزال مباشرة، كانت مهمتي التدريب في مدرسة عمو بابا ومن ثم نادي البريد باشرت بتدريبه مباشرة عقب الاعتزال، ولا أعرف بالضبط خطوتي المقبلة إلى أين، فأنا أحمل الكثير من الخبرات، كما أجيد توجيه اللاعبين وقراءة المنافسين، وهي خبرات تراكمت من كثرة المشاركات في دوريات قوية، فضلاً عن المشاركة الدولية، والاستفادة من أفضل المدربين، خلال مسيرتي كلاعب، وأعتقد أن مهنة التدريب تتطلب خبرات جيدة داخل الميدان، لذلك سيكون التدريب مهنتي بعد الاعتزال، ، وأعتقد انه سابق لأوانه ولكن أتمنى إن أكون ضمن الملاك الفني لأحد المنتخبات وهذا ما أدعو به اتحاد الكرة أن يحقق لي ذلك الطموح،وفي ما يتعلق بالزوراء فأرى أننا لدينا جهاز فني على مستوى عالٍ، وأتمنى استمراره أطول فترة ممكنة، ولا أستبعد أن أقود منتخب العراق في فترة ما ، والذي يسعى للشهرة والوصول الى الهدف عليه إن يجتهد أكثر ليحقق طموحاته وأهدافه المستقبلية.
تجربة راضي شنيشل
* رأيك بشنيشل وهو يقود أقوى الأندية ومن ثم يتجه صوب المنتخبات الوطنية ؟
- ان تجربة راضي شنيشل حفلت بالكثير من المصاعب والتحدي وكان جديرا بها ولم نفاجأ بتحديه للواقع وقيادة الأندية والمنتخبات الوطنية ، الذي أنهى مشواره بالدوري وبالمنتخبات الوطنية وبالدوري القطري لأنه كان قائدا للمنتخب لسنوات طوال وله شخصية قوية ويمتلك العقلية الكافية لإداره أقوى منتخب ولكنه يحتاج للوقت الكافي وللصبر قليلا، قبل أن يقود فرق الجوية والطلبة والزوراء والمنتخب الاولمبي والأول للبطولات، وأعد تجربته جديرة بالاحترام وأتمنى تكرارها، وأن أحقق هذه النجاحات، ولكن الأمر يتطلب توافر ظروف كثيرة لقيادة فريق يضاهي الزوراء بجيله الذهبي، ولكنني أرى في نفسي المقدرة على النجاح مع اي فريق برغم اني مازلت بحاجة للكثير من الخبرة.
* ما مطالبك لتطوير كرتنا في المستقبل القريب؟
- أطالب اتحاد الكرة الاعتناء بالبنية التحتية لتطوير الرياضة أمام الوضع الذي تعيشه حاليا وما ينبغي إدراكه من رهانات تبرز للواجهة نقطة مفصلية تتعلق بكيفية صياغة مواهب رياضية في أفق السنوات القادمة لأن البنية التحتية للرياضة مفقودة ولا تروق أبداً نظرا للمواهب المتوفرة في ارض الرافدين لجميع أنواع الرياضة ، واطمح الى بناء ملاعب في المدن الشعبية ومدن رياضية ذات مستوى عالمي للنهوض بواقع الرياضة وتجهيز جميع الوسائل التدريبية المتطورة العالمية لرفع كفاءة اللاعبين لان البنية التحتية تلعب دورا كبيرا في نجاح البطولات الكروية واظهارها بالمظهر اللائق